المشهد الأول

 

قاعة المحكمة فيها منصة عالية و أمام المنصة يجلس كاتب أمام طاولة صغيرة و صاحب المحكمة عند طرفها الأيسر و وراء المنصة ثلاث كراسي فارغة ، و على يمين المحكمة يجلس وكيل النيابة إلى طاولة و بيده ملفات . و على يسار المحكمة قفص الاتهام فارغ و على كرسي المتهم كلاشينكوف (بلاستيك) و عدة عبوات تخرج منها أسلاك (عبوات ناسفة) و أمام قفص الاتهام يجلس محامي الدفاع ، و أقارب المتهم و هم عبارة عن شباب ملتحين يحملون رشاشات و عبوات .

( يرفع الستار و يدخل القضاة الثلاثة و يجلسون على كراسيهم بصمت )

يصرخ الحاجب : محكمة.

(يقف وكيل النيابة و الكاتب و المحامي و لا يقف أقارب المتهم )

يصرخ و كيل النيابة : عليكم الوقوف إحتراما للمحكمة .

يجيب أحد الأقارب : ليس من شأنك .

القاضي الرئيس : تفتتح الجلسة أين المتهم .

النيابة : ميت و يحاكم غيابيا .

قريب آخر : إنه حى حاضر رغما عنك .

النيابة : لا نراه في القفص.

قريب آخر : " و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ، بل أحياء عند ربهم يرزقون "

قريب آخر : ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميت الأحياء ( و يشير بأصبعه إلى النيابة عند قراءة الشطر الثاني من البيت )

القاضي : ممثل الإدعاء.

النيابة : نعم يا سيدي.

القاضي : هات ما عندك .

النيابة : المتهم يحيى عياش قام بأعمال خطيرة من شأنها المساس بأمن الوطن و المواطن و تخريب عملية السلام و الاتفاق السياسي و المساس بالأمن الغذائي و تجويع المواطنين.

القاضي : حيثيات القضية بالتفصيل .

النيابة :

أولا: قام المتهم بتجهيز عبوة ناسفة و حملّها لشاب فجرها في مدينة العفولة مما أدى إلى مقتل عدد من اليهود الأبرياء ، و جرح عدد كبير منهم مما جعل اليهود يثيرون العالم ضدنا و اتهمتنا أمريكا بالإرهاب .

ثانيا: قام المتهم بتجهيز عبوة ناسفة و حملها لشاب فجرها في مدينة الخضيرة مما أدى إلى مقتل عدد من اليهود الأبرياء و جرح عدد كبير مما جعل رابين يحاول الإتصال بالمنظمة لتحريك محادثات السلام.

ثالثا: قام المتهم بتجهيز عبوة ناسفة و حملها لشاب فجرها في باص إسرائيلي في شارع ديزنغوف في تل أبيب مما أدى إلى مقتل أكثر من 20 من الأبرياء العزل و إصابة العشرات.

رابعا: قام المتهم بتجهيز عبوة ناسفة و حملها لشاب فجرها في باص إسرائيلي في القدس الغربية و أصاب العشرات من الأبرياء.

خامسا: مكث المتهم مطاردا مدة طويلة تنقل فيها ما بين الضفة الغربية و قطاع غزة ، مما أتعب قوات الإحتلال البريئة و هي تبحث عنه ، و درب العشرات على عمليات التفجير و هذا من شأنه أن يزيد التطرف و الإرهاب في المنطقة.

سادسا: أصبح المتهم نتيجة لأعماله بطلا قوميا في نظر الكثيرين من الشباب و أعماله تلقى رواجا في أوساطهم و هذا من شأنه أن يزيد من العداء و الحقد بين الشعب الفلسطيني و المحتلين الأبرياء و يمنع فرص التعايش و التطبيع بيننا و بن جيراننا.

سابعا: قام المتهم بالتغرير بالشباب و دفعهم إلى الإنتحار.

محامي الدفاع: هذا كله تهريج و كلام فارغ ، إن ما قام به يحيى عياش هو عمل جهادي لإعلاء كلمة الله و تحرير فلسطين من الغاصبين ، و ثأرا لشهدائنا الأبرار الذين قتلهم الصهاينة و هم يصلون الفجر في الحرم الإبراهيمي في الخليل.

وكيل النيابة: و حتى بعد موت يحيى عياش فإن تلاميذه الذين دربهم يرسلون الشباب بالعبوات الناسفة ، و التي قتلت و جرحت من اليهود ما لم يحدث في زلزال من الزلازل أو بركان من البراكين ، مما جعل الرئيس الأمريكي يعقد مؤتمرا عالميا ضد الإرهاب في شرم السيخ ، اضطر الزعماء العرب لحضوره مما يحرجهم أمام شعوبهم .

(يقف رجل عجوز من المتفرجين و يدقق النظر في وكيل النيابة و يصرخ لمن حوله)

الرجل العجوز : عرفته ، تذكرته أليس هذا الذي هرب من الملثمين في الانتفاضة حين ذهبوا ليقمعوه ، فهرب منهم و اختفى . ( يهمهم الحضور و يصرخ بعضهم )

الحضور : نعم هو ، والله هو ما الذي جعله و كيل نيابة ، آه يا زمن .

القاضي : ترفع الجلسة لحين إحضار الشهود من قبل الإدعاء.

 

المشهد الثاني