( نفس المنظر السابق بالإضافة إلىعدد من الشهود يظهرون تباعا حسب الترتيب )
(يدخل القضاة)
يصرخ حاجب المحكمة : محمكم .
(يقف الجميع ما عدا أقارب المتهم)
القاضي الرئيس : لوكيل النيابة ؛ هل أحضرت الشهود؟
النيابة : نعم ياسيدي .
القاضي : الشاهد الأول.
النيابة : الشاهد الأول هو رئيس أكبر دولة في العالم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية فخامة الرئيس بل كلينتون ، تفضل.
القاضي : سيادة الرئيس ما قولك في يحيى عياش.
كلينتون : هذا الذي قام به يحيى عياش و ما قامت به حركة حماس المتعصبة عمل إرهابي و جريمة ضد الإنسانية ، لا يمكن أن يقبله العلم المتحضر ، نشجبه بشدة ، و سنضرب بيد من حديد على يد كل من يقوم بمثله ، أو يساند هذه الأعمال ، و كل دولة يثبت أنها ساندت حركة حماس المتعصبة ، سنفرض عليها المقاطعة و سنجوع شعبها ، و من أجل ذلك تمت الدعوة إلى مؤتمر شرم الشيخ لمكافحة الإرهاب و حضرته 36 دولة من أولياء نعمتنا و اتفقنا فيه على قطع دابر حماس و تصفية مواردها.
القاضي : محامي الدفاع هل لديك أسئلة للشاهد؟
محامي الدفاع : سيد كلينتون لماذا تعتبر ما قام به يحيى عياش عمل إرهابي و لا إنساني ؟
كلينتون : لأنه يقتل أصدقاؤنا اليهود الأبرياء العزل و يقتل النساء و الأطفال.
محامي الدفاع : إن أصدقاؤك اليهود يقتلون كل يوم أطفالنا و نسائنا و يقصفون مخيماتنا بطائراتك الحربية و قنابلك التي تهديها لهم أليس هذا عملا إرهابيا و لا إنسانيا.
كلينتون : إنهم يقتلون العرب و لا يقتلون اليهود.
الدفاع : و العرب أليسوا بشرا .
كلينتون : ليس لهم ضغط في الإنتخابات الأمريكية و لست في حاجة لأصواتهم لأنجح في الإنتخابات و لا تنسى أنهم مسلمون أعداء.
الدفاع : و لماذا ألقيتم القنابل الذرية على هيروشيما و ناجازاكي لتقتل مئات الآلاف من الأطفال و النساء و تشوه الملايين.
كلينتون : دفاعا عن النفس .
الدفاع : هل احتلت اليابان بلادكم ؟
كلينتون : لا.
الدفاع : هل طردتكم منها ؟
كلينتون : لا.
الدفاع : ماذا كنتم ستفعلون لو احتلت اليابن أرضكم و طردتكم منها ؟
كلينتون : كنا سنمسح الجزر اليابانية من الخريطة .
الدفاع : فلماذا تستنكر علينا بأن نقوم بجزء يسير جدا مما قمتم به مع أننا اغتصبت أرضنا و طردنا منها و قتل أطفالنا و نساؤنا.
كلينتون : الوضع يختلف.
الدفاع : و لماذا أحرقتم الأخضر واليابس في فيتنام و ألقيتم عليهم ملايين الأطنان من القنابل و المتفجرات التي لم تبق إنسانا و لا حيوانا و لا نباتا .
كلينتون : إنهم تحدوا عظمة الولايات الأمريكية .
الدفاع : أليس هؤلاء بشرا ، ألا يعتبر عملكم هذا إرهابيا ، ولا إنسانيا .
كلينتون : إنهم ليسوا يهودا.
الدفاع : و النساء و الأطفال في ملجأ العامرية في بغداد ما ذنبهم ؟
كلينتون : نحن لم نقصد أن نضربهم و كان قصدنا تحصينات صدام .
الدفاع : أنتم تقولون أن قنابلكم توجه بالليزر ، وتحدد أهدافها بدقة فهل هذا ادعاء كاذب .
كلينتون : لا ليس إدعاءا كاذبا فنحن نحدد الأهداف بدقة و لكن لا تنسى أن هؤلاء النساء و الأطفال قد ساندوا صدام حسين في إحتلال الكويت.
الدفاع : و هل أهل الكويت أقاربكم .
كلينتون : لا يعنينا أهل الكويت ألا تفهم ، نحن نريد المحافظة على مصادر النفط .
الدفاع : و الهنود الحمر هل احتلوا أرضكم؟
كلينتون : بالعكس نحن احتللنا أرضهم .
الدفاع : ألم تكتفوا باحتلال أرضهم حتى أبدتوهم .
كلينتون : مساكين إنهم رفضوا التطور الأمريكي.
الدفاع : و هل جزاء من لا يقبل قراركم الإبادة؟
كلينتون :هكذا هي الدنيا صراع ، و البقاء للأقوى.
الدفاع : و أهل بنما هل احتلوا أرضكم ؟
كلينتون : كل من يخرج عن الإرادة الأمريكية سيسحق.
الدفاع : ذلك لأنكم تؤمنون بحقوق الإنسان؟
كلينتون : الإنسان المتحضر.
رجل عجوز من الحاضرين : ( أى ما تستحى و تنصرف ، أما سفالة هذي).
القاضي : ( لوكيل النيابة ) هل عندك شهود غير هذا ؟
النيابة : نعم يا سيدي ، شمعون بيرس داعية السلام الإسرائيلي و الحائز على جائزة نوبل للسلام و حبيب العرب الذي كنا ندعو له أن ينجح ، تفضل يا سيد بيرس.
القاضي : ماذا تقول يا سيد بيرس في شهادتك.
بيرس : نحن على أبواب عصر جديد و شرق أوسط جديد يعيش بلا حروب و لا صراعات ، يتعاون فيه العقل اليهودي العبقري مع رأس المال العربي الذي لا يحسن التصرف من أجل إسعاد المنطقة كلها و من أجل توزيع المياه و الاستفادة من المياه التي يبددها العرب دون فائدة و كذلك بدلا من أن يذهب السياح العرب إلى أوروبا للمتعة فنحن نوفرها لهم في تل أبيب ، كل أحلامنا هذه يحاول تحطيمها يحيى عياش و تلاميذه الذين يقتلون النساء و الأطفال و يفسحون المجال للتطرف اليميني في إسرائيل ، و لا تنسى أنهم أسقطوني في الإنتخابات و قضوا على مستقبلي السياسي.
القاضي : محامي الدفاع هل لك من أسئلة للشاهد؟
الدفاع : أنت تقول أن يحيى عياش يقتل النساء و الأطفال فماذا فعلت في قانا في النساء و الأطفال الفلسطينيين ؟
بيرس : قتل النساء و الأطفال ليس من سياستي و لكنهم استفزوني !
الدفاع : لمجرد أنهم استفزوك تقذفهم بالصواريخ ، و تعتب على يحيى عياش أن يثأر لشعبه ، لأطفاله و لنسائه و لشرفه و لكرامته فأى شرق أوسط جديد هذا الذي تريد ، تقتلون منا كما تريدون و لاتجدون من يردعكم .
بيرس : إن العنف من شأنه أن يعيق السلام .
الدفاع : عنفنا يعيق السلام ، أما عنفكم فيبدو أنه يدفعه للأمام .
بيرس : لولا عنفنا لما قبل زعماء العرب بمسيرة السلام .
الدفاع : تقول أن اجتماع رأس المال العربي مع العقل اليهودي كفيل بتقدم الشرق الأوسط ، فهل العرب لا يفهمون ؟
بيرس : لا تنس أن اليهود هم قوم متميزون وهم أذكى أناس في العالم ، أليسوا شعب الله المختار .
الدفاع : ما تقصده بالمتعة التي توفرها للسياح العرب ؟
بيرس : أنت تعرف أن الكثير من الأثرياء العرب يسافرون إلى أوروبا لإنفاق الأموال على الملذات ، و نحن عندنا كل ما هو موجود في الغرب ونحن أقرب و الوصول إلينا سهل و كما تقولون أنتم " الأقربون اولى بالمعروف " .
الدفاع : تذكر يا بيرس المستوطن الذي قتل طفلا عربيا ؛ ماذا حكمت عليه المحكمة الإسرائيلية ؟ حكمت بتغريمه أغورة واحدة .
بيرس : كان مضطرا للدفاع عن نفسه لأنه خاف من الطفل و لا تنس أن القضاء عندنا مستقل و لا نتدخل فيه فنحن دولة ديموقراطية .
الدفاع : لماذا تطالبون السلطة الفلسطينية بمحاكمة شعبها و تصفية نصفه ؟
بيرس : أعتقد أن رابين قالها بوضوح : لقد سئمنا استنكارات مؤسسات حقوق الإنسان لأعمالنا ؛ فأردنا أن تقوم السلطة بهذه المهمة دون أن يلومنا احد .
الدفاع : أنت غاضب أن العمليات خسرتك الإنتخابات ؟
بيرس : غاضب جدا .
شيخ من الحضور : إن شاء الله بتنسطح .
القاضي : ( لوكيل النيابة ) هل من شاهد آخر ؟
النيابة : نعم ياسيدي إنه أرئيل شارون .
القاضي : ما هي شهادتك يا سيد شارون .
شارون : إن ما قام به يحيى عياش يتميز بالهمجية و البعد عن العالم المتحضر ، إنه يقتل النساء و الأطفال في داخل تل أبيب و القدس ، و لو كنت وزيرا للدفاع لعرفت كيف أتصرف معه و مع أمثاله .
القاضي : محامي الدفاع هل لديك أسئلة للشاهد؟
الدفاع : جنرال شارون ماذا فعل أطفال قبية و نساؤها حين هجمت عليهم بقواتك و فجرت البيوت عليهم و هم نائمون.
شارون : كان ذلك دفاعا عن النفس لقد كان المخربون ينطاقون من قبية و يقومون بأعمال الإرهاب ، فذهبت إلى القرية و فجرت البيوت و لم أعرف أن بها نساء و أطفال .
الدفاع : كيف تكون البيوت في قرية خالية من النساء و الأطفال ؟ هل يعقل بأن تكون قرية في الدنيا بدون نساء و لا أطفال ؟
شارون : أى منطقة تساند الإرهاب يجب تصفيتها .
الدفاع : و لو كانوا نساءا و أطفالا ؟
شارون : و لو كانوا عفاريت .
الدفاع : و ماذا فعل أهل كفر قاسم حين حصدتهم فرقتك برشاشاتها ؟
شارون : كانت الحرب قائمة مع مصر و قلت لن يسمع بها أحد.
الدفاع : و مذابح صبرا و شاتيلا .
شارون : لست أنا الذي قمت بها و لكن المسيحيون .
الدفاع : و من الذي مكنهم من ذلك ؟
شارون : لا أدري .
الدفاع : و لماذا أدانتك لجنة التحقيق و نقلوك من وزارة الدفاع ؟
شارون : إنهم لا يفهمون ، فقد أتاحوا الفرصة أن يتكلوما علىّ بالسوء.
الدفاع : مثلك حرام أن يتكلم عن الإنسانية فضلا على أن يعيش مع البشر و لكن الحق ليس عليك ؛ و لكن علينا الذين جعلناك أن تعيش فضلا عن أن تشهد في محكمتنا .
القاضي : وكيل النيابة هل معك شهود آخرون ؟
النيابة : نعم بنيامين بيجن الوزير الإسرائيلي و نجل رجل السلام مناحيم بيجن الحائز على جائزة نوبل للسلام.
القاضي : ماذا تقول يا سيد بيجن ؟
بيجن : نعم لقد قضى والدي عمره دفاعا عن الشعب اليهودي و حقه في الحياة في أرض أجداده بأمن و سلام ، ولكن يحيى عياش و تلاميذه يريدون أن يجردونا من إنجاز والدي في السلام بقتلهم النساء و الأطفال و هذا من شأنه أن ينازعنا العيش بحرية و أمن في أرض إسرائيل الكاملة أرض الآباء و الأجداد .
القاضي : محامي الدفاع هل لديك أسئلة توجهها إلى السيد بيجن ؟
الدفاع : ماذا فعل والدك داعية السلام بأطفال و نساء دير ياسين.
بيجن : إنها الحرب ، و لولا دير ياسين و مذبحتها لما فر العرب من أرض إسرائيل و لأصبح في أرض إسرائيل أغلبية عربية ؛ فكل شيء من أجل إقامة دولة إسرائيل جائز .
الدفاع : يبدو أن أطفالكم و نسائكم يختلفون عن أطفالنا و نسائنا .
بيجن : ألم تعرف ذلك ، نحن من حقنا أن نعيش بأمن و سلام .
الدفاع : و نحن أليس من حقنا العيش بأمن و سلام ؟
بيجن : أنتم من واجبكم أن تمنعوا الإرهابيين الذين يعرضون أمننا و سلامنا للخطر و إذا لم تفعلوا ذلك فلا وجود لكم هنا ؛ إما أن تحافظوا على أمننا و إما أن ترحلوا ، ألا يكفي أننا ساكتون عليكم إلى الآن و لم نطردكم .
الدفاع : هل تلد الحية إلا الحية ؟!
القاضي : ( لوكيل النيابة ) هل عند شهود آخرين ، و لا أريد أن تحضر شهود يهود ، فضحتنا .
النيابة : نعم ياسيدي لدى عالم من علماء المسلمين الكبار.
( يتقد شيخ ضخم الجسد ، عليه جبة فارهة و بين الفينة و الأخرى يخرج منديله ليجفف عرقه و رقبته و يتنفخ من شدة الحر )
وكيل النيابة : تفضل سماحة الشيخ . (يصعد إلى منصة الشهود )
وكيل النيابة : ما تقول في ما يفعله يحيى عياش ، ما حكم الشريعة الإسلامية فيه بالدليل ؟
الشيخ : تريد أحلله أم أحرمه ؟
النيابة : نحن لا نحكم إلا بالعدل ، نريد الحكم بالدليل .
الشيخ : إن كنت تريد إجازته عندي أدلة الجواز و إن كنت تريد تحريمه فعندي ألة التحريم . و الحكم خذ ما تريده سيادتكم . ( يدخل شاب على جانبه مسدس و يهمس في أذن الشيخ - "التحريم" )
النيابة : نريد حكم الشرع الحنيف .
الشيخ : هذا العمل حرام بل جريمة في حق الإنسانية و هو يشوه جمال الشريعة الإسلامية السمحة و يجعل العالم ينظر إلى المسلمين نظرة سيئة ، و نحن في حاجة لتحسين صورة المسلمين في العالم الغربي بالذات .
النيابة : ماهو الدليل يا صاحب الفضيلة ؟
الشيخ : هذا العمل إنتحار لأن الإنسان يقتل نفسه ، و يقول الله عز وجل (بتقعر) { و لا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما } و يقول عز وجل ( بتقعر) { و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } وكذلك نهى الرسول صلى الله عليه و سلم عن قتل النساء و الأطفال الذين لا يحاربون .
القاضي : ( لمحامي الدفاع ) هل لديك من أسئلة توجهها للشاهد؟
الدفاع : ما اسمك ؟
الشاهد : فضيلة الشيخ مستفيد بن مطاوع .
الدفاع : ما عملك ؟
الشاهد : مدير عام وزارة التسهيلات .
الدفاع : ما هي درجتك ؟
الشاهد : أولى " C "
الدفاع : كم يبلغ راتبك الشهري ؟
الشاهد : راتبي الرسمي ألف و خمسمائة دولار أمريكي .
الدفاع : ماذا تقصد براتبك الرسمي ؟ لقد سألتك عن راتبك و معروف أنه رسمي .
الشاهد : هناك أمور أخرى غير رسمية .
الدفاع : و ماهي ؟
الشاهد : إكراميات .
الدفاع : كم تبلغ شهريا ؟
الشاهد : هذه ليست شهرية ، و لكن بالقطعة .
الدفاع : كم تتقاضى عن القطعة ؟
الشاهد : هذا ليس ثابتا حسب الوضع .
الدفاع : كم تتقاضى في حالة كهذه ؟
الشاهد : هذا أمر سري ، لا أعرض الأمور الأمنية على الملأ .
الدفاع : فضيلة الشيخ ما رأيك في الربا الذي تقدمه البنوك للمودعين فيها ؟
وكيل النيابة : ما شأن البنوك بحيى عياش ؟
القاضي : لا تقاطع .
الشاهد : إذا كان البنك للدولة جاز و هذا ليس ربا و إنما هو فائدة .
الدفاع : ما هو دليلك ؟
الشاهد : إن الدائن مستفيد و البنك ( الدولة ) مستفيدة فهي تفك ضائقتها المالية .
الدفاع : و هكذا الحال لو كان المستفيد شخصا .
الشاهد : الدولة تختلف .
الدفاع : لقد كان لدولة الرسول صلى الله عليه وسلم و الخلفاء الراشدين بيت مال و لم يتعاطوا بالربا ، و الله سبحانه يقول { يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة " و كل دين جر دين فهو ربا .
الشاهد : قلت لك هذه فائدة و ليس ربا .
الدفاع : كما قال اليهود { إنما البيع مثل الربا } .
القاضي : إلتزم الموضوعية .
الشاهد : لم تكن الدولة في حاجة إلى الإقتراض ، بل كانت توزع المال على الناس .
الدفاع : لم يكن عندهم نفط في ذلك الزمن .
الشاهد : كانت موارد الجهاد عظيمة من الغنائم و الخراج .
الدفاع : و نسيت قضية مهمة ، لم يكونوا لصوصا و لا مختلسين ، فلماذا غيرت الفتوى عن تلك التي كانت في عصر الرسول و عصر الصحابة .
الشاهد : لكل زمان دولة و رجال .
الدفاع : نعم .. فدولة الهزيمة بحاجة إلى رجل من أمثالك .
القاضي : إلتزم الموضوعية .
الدفاع : فضيلة الشيخ ، ما حكم استقدام جيوش النصارى الصليبية إلى بلاد الإسلامية في الجزيرة العربية ؟
الشاهد : إذا كان ذلك في نصرة الإسلام فذلك جائز .
الدفاع : هل تعتقد أن أمريكا و بريطانيا و فرنسا تأتي لنصرة الإسلام .
الشاهد : إنهم أصدقاؤنا .
الدفاع : و لكنهم حتما ليسوا أصدقاء للإسلام.
وكيل النيابة : ما دخل أمريكا و برطانيا و فرنسا في يحيى عياش ؟ !
الدفاع : فضيلة الشيخ ، ما حكم سيطرة الكفار على نفط المسلمين و استثمار أموال النفط في البنوك الأجنبية و عدم استثمارها في البلاد الإسلامية التي تعاني من الفقر و هي بحاجة إلى أموال المسلمين.
الشاهد : هذه أمور لا تفهمون فيها إنما يفهمها أصحاب السياسة فقط مالكم و مالها .
الدفاع : ما حكم الرؤساء الذين يكذبون على شعوبهم فيصورون الهزائم على أنها إنتصارات ؟
الشاهد : إن حكامنا لا يكذبون علينا فإذا قالوا أننا انتصرنا فإننا انتصرنا ، لقد كانت أهداف العدو دوما هي تحطيم قيادتنا و طالما أن القادة بخير و لم يتحطموا فقد فشل العدو في تحقيق أهدافه و هكذا نكون قد انتصرنا .
الدفاع : أما سمعت عن الرسول صلى الله عليه وسلم شيئا في الرؤساء الكذابين ؟
الشاهد : كلا.
الدفاع : فأنا أقول لك، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم : شيخ زان ، و ملك كذاب ، و عائل مستكبر "
الشاهد : هذا في الملوك و ليس في الرؤساء .
الدفاع : ( مستهزئا ) كل شيء في هذا الزمان جائز .
النيابة : ما قصدك بهذه الأسئلة و هي ليست من قضيتنا .
الدفاع : أم تفهم بعد ؟
النيابة : فهمني يا فالح .
الدفاع : هذا الشاهد ساقط العدالة ، لا قيمة لشهادته و لا لعلمه فهو من علماء السلاطين .. علماء السوء.
و ما أفسدة الدين إلا الملوك و أحبار سور و رهبانها .
القاضي : ( لوكيل النيابة ) هل عند شهود غيرهم ؟
وكيل النيابة : نعم سيدة من المتضررين ، زوجها يعمل في إسرائيل و مُنع من العمل .. تفضلي يا أم حسن .
القاضي : ماذا تقولي في يحيى عياش يا أم حسن ؟
أم حسن : [ الله يرحمه كان تاج روسنا ، يسلم الصدر الذي رضعه ،هيك الرجال و إلا بلاش ، و اللي ما تخلف مثل يحيى عياش تروح تدفن حالها أحسن لها ، كأنها ما حبلت و ما ولدت ] .
وكيل النيابة : مالك يا أم حسن ، نسيتي أن أبو حسن من يوم عمليات يحيى عياش لا يشتغل في إسرائيل ؟
أم حسن : [ يا ريت كل يوم يعمل الشباب عمليات مثل عمليات يحيى عياش و ما بدنا شغل إسرائيل كله ] .
وكيل النيابة : و كيف تعيشين يا لأم حسن مع أولادك ؟
أم حسن : [ بيرزقنا الله ، بنعيش على الخبيزة ، طول عمرنا واحنا بنقول بنموت و اقفين و ما بنركع و الا نسيتوا هالحكي و لا كنتوا بتضحكوا علينا ]
وكيل النيابة : كل ما كان يحدث إغلاق ؛ كنتم تدعون على يحيى عياش .
أم حسن : [ قطع لسانه إللي بيحكي عليه ، و الله ما رفع راسنا إلا هو و أمثاله .. الله يحميهم ]
وكيل النيابة : أنت كذبت علىّ لقد قلت لي أنك في ضائقة مالية لأن زوجك لا يعمل في إسرائيل ومن أجل هذا أحضرتك شاهدة .... تشهدي ضدي !
أم حسن : [ أنا لم أكذب عليك أنت سألتني هل الإغلاق يؤثر عليك فقلت نعم ، و لكن هل يعني هذا أني ضد يحيى عياش ؟ .. طب روح و لا تزعل .. أنا إبني الأخير سميته يحيى على اسم يحيى عياش و إنشاء الله يطلع زيه يا رب و يرفع راسي و راس أبوه ]
النيابة : [ خلي حماس تجيبلك كيس طحين ] .
أم حسن : [ بس أنتو فكوا عنها ، وهي تجيب لنا تبرعات المسلمين من العالم بس ما تذيقوش عليها .. الله يذيق على اللي يذيق ] .
القاضي : محامي الدفاع هل لك من أسئلة توجهها إلى الشاهدة ؟
الدفاع : لا أزيد كلمة على ما قالته .
القاضي : ( لوكيل النيابة ) هل عند شهود آخرون ؟
النيابة : نعم لدى مسؤول كبير في السلطة ، تفضل يا أبا جيفارا .
القاضي : ماذا تقول يا أبا جيفارا .
أبو جيفارا : إننا نتيجة للإغلاق الذي سببته عمليات يحيى عياش نخسر كل يوم ما قيمته سبعة ملايين دولار .
القاضي : محامي الدفاع هل لك أسئلة توجهها للشاهد ؟
الدفاع : كم تكون الخسائر بسبب العمليات الجهادية في العام ؟
أبو جيفارا : لا يقل ذلك عن مائتى مليون دولار .
الدفاع : يعني أقل من الأموال التي سرقها المسؤولون ؛ كما جاء في تقرير هيئة رقابة السلطة كما جاء في التلفاز ، و بدلا من الاحتجاج على العمليات الجهادية كفوا عن سرقة أموال الشعب .
رجل عجوز من الجالسين : [ و الله بيحكي نقدي برافو عليك ]
القاضي : أرجو من الجمهور إلتزام الهدوء.
الدفاع : قرأت أن جمعية مكافحة التدخين تقول أن الشعب الفلسطيني يخسر على الدخان ما قيمته أربعمائة مليون دولار ، أى ضعف ما تكلفنا العمليات الجهادية ، و الدخان يجلب لنا الأضرار ، و العمليات الجهادية تجلب لنا العزة و الكرامة . فلماذا لا تحاكموا الدخان و تحاكموا يحيى عياش .
أبو جيفارا : و لا تنس أن العمليات تعطي ذريعة للحكومة الإسرائيلية بمنع الإنسحاب من الأراضي المحتلة بحجة الأمن .
الدفاع : لقد كانت العمليات مستمرة و انسحبت إسرائيل من المناطق التي تريدها ، بل هي ما انسحبت إلا نتيجة لهذه العمليات .
أبو جيفارا : و لا تنس أن العمليات أحضرت حزب الليكود إلى السلطة ، فزاد الإستيطان .
الدفاع : الإستيطان كان موجودا في وقت حزب العمل بشكل أكبر مما هو عليه في وقت الليكود ، و لكن بدون ضجيج و هذا ما يعرفه كل يهودي ، و يكفي أن أول مستوطنة قام بها حزب العمل .
أبو جيفارا : لو ظل حزب العمل في السلطة لوقفنا الإستيطان .
الدفاع : لماذا لم توقفوه في إتفاق أوسلو و قد و قعتموه مع حزب العمل ؟ .. كلا الحزبين موقفهم واحد .. و هو أن يسلموا لكم فقط المناطق ذات الكثافة السكانية العالية ليتخلصوا من مشاكلها ، و لا ننسى أن أول من طرح الإنسحاب من قطاع غزة هو حزب الليكود .
( ستار)