المعتقلون السياسيون : سنوات العذاب بين اعتقالهم و تجاهل قضيتهم

أأطفال .. يتامى نساء .. أرامل أمهات .. ثكلى

**********

قلوب .. لا ترحم ضمائر .. ماتت نfdf

ها هو رمضان قد انقضى .. وحل العيد ( الثالث ) على المعتقلين السياسيين و هم ينتظرون ساعة الفرج .. و العدل ، السنوات الثلاث التي مضت - بهمها و عذاباتها و معاناتها - أكبر شاهد و دليل على أن الواقع الفلسطيني لا يزال يرزح تحت الظلم و التعسف و سلب الحقوق و هدر الحريات ..

و دليل على أن العدل غائب و القضاء " في ذمة الله " ، السجون تزدحهم بالمعتقلين .. و سجون أخرى تبنى و توسع ، وزير العدل دوما صامت ، و النائب العام " اختفى" بعد أن كثرت المظالم ووجد أنه لا سبيل إلى تحمل " الوزر" و محكمة العدل العليا وجدت أن لا أحد يحترم قراراتها و أن بإمكان أي جهة تنفيذية أن تضع القرار " على الرف " عاما أو عامين .. و حتى بإمكانك أن تقول للمحكمة " إن هذا الأمر لا يعنيك " .

شهادات على أوضاع مأسوية

وواصلت السلطة الفلسطينية خرق القانون و معايير حقوق الإنسانحيث شنت حملة اعتقالات .. و استمر احتجاز معتقلين دون تقديمهم للمحاكمة و بالنسبة لمعاملة السجناء في سجون السلطة هناك شكوى من عدم توفر الوجبات الغذائية حيث يعتد السجناء على ما توفره لهم أسرهم من طعام ، كما يضطر السجناء إلى شراء أدوية على حسابهم الخاص .. و استمرت السلطة التنفيذية في انتهاك مبدأ إستقلال القضاء حيث لا تزال ترفض تنفيذ قرارات المحاكم سواء قرارات محمكمة العدل العليا بالإفراج عن معتقلين تعسفا أو قرارات في قضايا تتعلق بمخالفات أصدرها مسؤولون في دوائر السلطة ... و انتهى العام دون قيام السلطة التنفيذية باتخاذ إجراءات ضد كبار المسؤولين في قضايا الفساد الإداري .

( عن تقرير لجمعية القانون مارس/97)

( الهيئة المستقلة مايو/98 )

( تقرير القانون نوفمبر/98)

(تقرير لجنة الرقابة العامة )

(المجموعة الفلسطينية لمراقبة حقوق الإنسان يناير /99 )

 


من رسائلهم .. ورسائل ذويهم

"لقد مضت شهور طويلة على احتجازنا دون ان نعرف اننا مدانون فيحكم علينا بالسجن، او ابرياء فيطلق سراحنا ، وكم كنا نود لو قام المسئولون باجراء لقاء لنا معهم لحظة اعتقالنا ليشرحوا لنا الظروف التي تم بموجبها الاعتقال ، وليبدوا ما هو حق لنا وما هو واجب علينا خلال فترة احتجازنا طالت المدة ام قصرت .. اننا نشعر ان جهاز المخابرات يتعامل معنا باعتبارنا كما مهملا لا قيمة له ولا شأن ، فان تحقق امر فيه تسهيل لنا تم على نطاق فردي، وان استدعى الامر عقابا فرديا شملت العقوبة الجميع.

ان احتجازنا على النحو القائم هم بمثابة عقاب يتلذذ به بعض (اخوتنا).

المعتقلون السياسيون في رام الله (اذار 98)


"دام على اعتقالي مدة تجاوزت العشرين شهرا وحتى الان وللاسف الشديد لم تسو المشكلة ولم تحل ، بل على العكس مازال الامر يزداد سوءا يوما بعد يوم ، وحتى الان لم توجه بحقي اي لائحة اتهام ولم امثل امام اية جهة قضائية او قانونية على الاطلاق ، هذا وقد اصبحت قاب قوسين او ادنى من حرق الاعصاب والضغوط النفسية ، كما ان دراستي الجامعية قد عطلت بفعل ظروف الاعتقال "

من رسالة المعتقل السياسي سليم عطعوط - سجن جنيد

"لقد بذلنا نحن المعتقلين واهلنا وجميع المخلصين الجهود لانهاء الاعتقال وتأمين الافراج ولم نترك بابا ولا وسيلة الا ولجأنا اليها.. وكلها كانت تواجه بالوعود المغلظة بالعمل لانهاء الاعتقال على لسان العديد من المسئولين وقادة السلطة والاجهزة الامنية ، ويطالبوننا في كل مرة بمراعاة الوضع السياسي واعطائهم الفرصة .. لم نعد نقبل هذه الاعذار بعد ان دخل اعتقال اكثرنا شهره السادس عشر بدون مبرر او سبب قانوني.

مقطع من رسالة من سجن جنيد (ديسمبر 98)

"ولكن مفاجأتنا باعتقاله واخضاعه للتحقيق خلال ثلاثين يوما ثم تحويله الى سجن اريحا المركزي كانت كبيرة جدا ، خاصة انه ثبت عدم علاقته بأي عمل مخالف للقانون .. اننا نطالب بالافراج عن الشيخ جمال علما ان والدته مريضة وعجوز هرمة ، كما ان له اطفالا صغارا بحاجة لعطفه ورعايته".

والدة المعتقل السياسي جمال الطويل

"هشام تعرض لجولات تحقيق وتعذيب صعبة ويعاني من ظروف اعتقالية صعبة منذ ما يزيد على عامين وثمانية شهور ، وهو حتى الان لايعرف مصيره ، لانه بدون محاكمة .. كل ذلك سبب له معاناة نفسية صعبة ، وليس هينا ما حدث له وليس سهلا على اهله ان يصل المطاف بشاب في ريعان شبابه الى مستشفى الطب النفسي".

والدة المعتقل هشام الكحلوت

عن جريدة الرسالة