المشهد الثالث

(نفس المشهد السابق و يظهر شهود الدفاع تباعا )

يدخل القضاة الثلاثة

الحاجب : محكمة .

( يقف الجميع ما عدا أقارب المتهم )

القاضي : ( لمحامي الدفاع ) هل لك شهود دفع ؟

الدفاع : نعم لدى الإمام القرطبي المفسر المشهور و أحد أئمة المذهب المالكي ، تفضل سيدي الإمام .

( يتقدم الإمام اقرطبي عليه تواضع العلماء و وقارهم )

القاضي : ماذا تقول يا مولانا في أفعال يحيى عياش ؟

الإمام القرطبي : إن ما يقوم به يحيى عياش و إخوانه يذكرنا بسلفنا الصالح و يطمئن في قبره أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا زال فيها الخير .

القاضي : و لكن يا سيدنا الإمام هؤلاء الشباب يقتلون أنفسهم و هذا ما حرمه الله ، ألم يقل الله عز و جل { و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } .

القرطبي : يا بنى يجب أن نفهم القرآن على حقيقته كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بالروح التي فهمها بها الصحابة رضي الله عنهم و السلف الصالح من علمائنا .

القاضي : و كيف ذلك يا مولانا الإمام ؟

القرطبي : ظن قوم في هذه الآية كما ظننتم ، فرأوا رجلا من المسلمين يهجم على الروم وحده ، وقد كانوا أكثر من مائة ألف ، فقال الناس لا حول و لا قوة إلا بالله ، ألقى بنفسه إلى التهلكة ، فقام أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه و كان من كبار الصحابة فقال فقال لهم إنكم تضعون هذه الآية في غير موضعها و لقد نزلت فينا معشر الأنصار بعد فتح مكة و دخل العرب في الإسلام قلنا علينا أن نستريح من الجهاد فقد أعز الله دينه فنعود إلى مزارعنا و بيوتنا نصلحها بعد أن أفسدها إهمالنا لها و نحن مشغولون عنها بالجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت الآية { و أنفقوا في سبيل الله و لاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة و أحسنوا إن الله يحب المحسنين التهلكة في تركنا للجهاد و الإنفاق في سبيل الله و عودتنا إلى } فكانت مزارعنا و بيوتنا .

وكيل النيابة : و لكن يا حضرة الإمام لم يكن في المسلمين في السابق من يعمل مثل هذه الأعمال .

القرطبي : لقد قام المسلمونت في السابق بأكثر من هذا ، ولو كانت عندهم متفجرات لوجدت عندهم الآلاف من أمثال يحيى عياش .

وكيل النيابة : هات لنا مثالا واحدا .

القرطبي : لما واجه المسلمون في موقعة القادسية استخدام الفرس الفيلة للمعركة في اليوم الأول لم يستطيعوا مواجهتها لأن الخيل قد جفلت منها و خافت فقتل من المسلمين جمع غفير و كانت الدائرة على المسلمين في اليوم الأول ، فقام رجل من المسلمين و صنع فيلا من طين و أنس به فرسه حتى ألفه ؛ فلما أصبح لم ينفر الفرس من الفيل ، فحمل على الفيل الذي كان يقدمها فقيل له إنه قاتلك ، فقال لا ضير أن أقتل و يفتح على المسلمين .

و كيل النيابة : هذه حالة فريدة نادرة .

القرطبي : قلت لك هناك قصص كثيرة . هذا البراء بن مالك رضي الله عنه صاحب رسول الله رأى المرتدين في موقعة اليمامة قد تحصنوا في حديقة مع مسيلمة الكذاب و لم يستطع المسلمون دخولها فوضع نفسه في الترس و قال للمسلمين احملوني على الرماح و اقذفوني في الحديقة التي كان بها عشرون ألفا فقذفوه و قاتل على الباب حتى فتحه و جح البراء يومها بضعا و ثمانين جرحا.

القاضي : لقد أثرت فضولنا يا حضرة الإمام هل من قصص أخرى .

القرطبي : نعم في موقعة اليمامة فر المسلمون في أول المعركة ؛ فقام رجل من المسلمين فحفر حفرة وارته إلى وسطه و وضع نفسه فيها و قاتل حتى قتل و ذلك حتى يثبت المسلمين من خلفه .

و في غزوة مؤتة عقر جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - فرسه و نزل عنه حتى لا يفكر بالفرار و قاتل حتى قتل .

و قصة أخرى ، روي أن رجلا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا ، قال فلك الجنة ، فانغمس في العدو حتى قتل .

و في صحيح مسلم عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار و رجلين من قريش ؛ فلما قال من يردّهم عنا و له الجنة أو هو رفيقي في الجنة ، فتقد رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل فم يزل كذلك حتى قتل سبعة .

و في غزوة الحديبية قال نفر من المسلمين بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الموت ، و قال نفر آخر بايعناه على ألا نفر و المحصلة واحدة .

و في موقعة اليرموك قال عكرمة بن أبي جهل من يبايعني على الموت فبايعه عمه الحارث بن هشام ، و ضرار بن الأزور في أربعمائة من وجوه المسلمين و فرسانهم فقاتلوا قدام فسطاط خالد بن الوليد حتى أثبتوا جراحه و قتلوا إلا ضرار بن الأزور.

القاضي : يكفي يا سيدي الإمام .

القرطبي : الأمثلة كثيرة و هذا غيض من فيض و إن شئت زدتك .

و كيل النيابة: و لكن يا حضرة الإمام أولئك كانوا يقذفون بأنفسهم على العدو فيقتلهم الأعداء ، و لا يقتلون أنفسهم بأيديهم كما بفعل هؤلاء الشباب .

القرطبي : المهم هو الفكرة و هي الاستعداد للموت في سبيل الله و بيع النفس رخيصة لله أما الوسائل فتختلف من زمان لآخر و قد سبق أن قلت لو كان عند الصحابة متفجرات لسمعت الأعاجيب .

الدفاع : و أى فرق بين من يضع فرشا لتلقي السهام عن رسول الله - صلى الله عليه السلام - أو يتلقى السهم بيده و بين من يحمل المتفجرات ليقتل أعداء الله .. إنها نفس الصورة .

وكيل النيابة : و لكن هذا الفهم للنصوص هو فهمك وحدك يا سيدي الإمام و لم يقل به أحد من علماء المسلمين غيرك .

القرطبي : و هل قرأت لغيري من علماء المسلمين ، إليك ما يقول علماء المسلمين .

قال قاسم بن مخيمرة من علماء المالكية : لا بأس أن يمل الرجل وحده على الجيش العظيم إذا كان فيه قوة و كان لله بنية خالصة فإن لم تكن يه قوة فذلك من التهلكة.

و قيل إذا طلب الشهادة و خلصت النية فليحمل فإن مقصوده واحد من العدو و ذلك بين في قوله تعالى { و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله }

و قال بن خوبر منداد - من علماء المالكية - فأما أن يحمل الرجل على مائة أو جملة من العسكر فلذلك حالتان ، فإن علم و غلب على ظنه أن سيقتل و لكنه سينكي نكاية و سيبلي أو يؤثر أثرا ينتفع به المسلمون فجائز . و هل هناك أعظم نكاية و أثرا في العدو أكثر مما يقوم به يحيى عياش و إخوانه .

و قال محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة : لو حمل الرجل الواحد على ألف من المشركين و هو وحده لم يكن بذلك بأس إذا كان يطمع في نجاة أو نكاية في العدو فإن لم يكن كذلك فهو مكروه لأنه عرض نفسه للقتل في غير منفعة من المسلمين ، و من كان قصده تجرئة المسلمين عليهم حتى يصنعوا صنيعه فلا يبعد جوازه و لأن فيه منفعة للمسلمين على بعض الوجوه ، و إن كان قصده إرهاب العدو و ليعلم صلابة المسلمين في الدين فلا يبعد جوازه ، و إذا كان فيه منفعة للمسلمين فتلفت نفسه لإعزاز كلمة الله و توهين الكفر فهو المقام الشريف الذي مدح الله به المؤمنين في قوله { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يُقتلون ، وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل و القرآن ، ومن أوفى بعهده من الله } إلى غيرها من الآيات التي مدح الله بها من بذل نفسه .

وكيل النيابة : أول مرة أسمع بهذا الكلام .

القرطبي : و هل سمعت غيره إنك لا تقرأ إلا قوانين فرنسا ، أما قوانين الإسلام فلا تعرفون شيئا .

و كيل النيابة : و لكن أعمال يحيى عياش لا تضر اليهود و لكن تضر الفلسطينيين فماذا يعني قتل عشرة أو عشرين يهوديا بينما يتبع ذلك الحصار الاقتصادي على الفلسطينيين .

القرطبي : يبدو أنك لم تسمع ما تُحدث أعمال يحيى عياش من الرعب في قلوب أعداء الله الغاصبين لمقدسات المسلمين ، إنني أكاد أطير في قبري فرحا بما تحدث هذه الأعمال من رعب في قلوب المحتلين اليهود أعداء الإنسانية و قتلة الأنبياء .

القاضي : محامي الدفاع هل عند شهود آخرون ؟

الدفاع : نعم ؛ الشيخ محمد الشربيني الخطيب من علماء الشافعية في القرن العشرين ، تفضل سيدي الشيخ . ( يدخل الشربيني في وقار العلماء )

القاضي : ما لديك سيدي الشيخ .

الشربيني : سمعت مجموعة من المجرمين الصليبيين و الصهاينة يتحدثون عن قتل النساء و الأطفال و نسوا ما يفعلون بأطفالنا و نسائنا و كأن هذا الأمر حلال لهم و محرم علينا و حتى لا تكون حجة على المسلمين يقيدوننا ، بينما تنطلق أيديهم الآثمة بكل و سائل الدمار ضد أطفالنا و نسائنا أحب أن أوضح لكم رأى علماء المسلمين في هذه المسألة .

لا يجوز قتل النساء و الصبيان للنهي عن ذلك كما ورد في الصحيحين و لقد استثنى العلماء من ذلك عدة حالات :

الأولى : إذا قاتل النساء و الأطفال يجوز قتلهم ، و أنتم تعلمون أن نساء اليهود كلهن مجندات في الجيش أما كبار السن عندهم فهم من جنود الاحتياط في الجيش .

الثانية : في حالة الضرورة إذا اتخذهم الكفار درعا بشريا حتى يحتموا بهم من المسلمين ، فلا يجوز للمسلمين أن يعطلوا جهادهم لهذا السبب .

الثالثة : إذا سبت المرأة الإسلام و المسلمين لظهور النساء منها و هذا كما كما فعلته المستوطنة المجرمة في الخليل التي أساءت إلى القرآن و إلى الرسول صلى الله عليه وسلم .

الرابعة : إذا كان لها رأي في القتال و تحرص عليه ونحن نعرف أن اليهوديات يشاركن في العمل السياسي و تحريضهن أشد من تحريض الرجال و لا تنس جيئولا كوهين .

و يقول الإمام النووي و هو من كبار علماء الشافعية : و يجوز حصار الكفتار في البلاد و القلاع و إرسال الماء عليهم و رميهم بنار و منجنيق و تبييتهم على غفلة ، فإن كان فيهم مسلم أسير أو تاجر جاز ذلك على مذهب الشافعية .

وكيل النيابة : يكفي هذا ، أنت تريد أن تفتح مدرسية فقهية ؟؟ هذه محكمة .

الشربيني : ما دفعني إلى ذلك هو محاولتكم تشويه صورة الجهاد و المجاهدين المؤمنين ، و محاولتكم في وسائل الإعلام المتاجرة بدم واحد أو غيره من المسلمين قتلوا في عمليات يحيى عياش و إخوانه ، ولذلك يجب أن تسمعني و يسمعني أبناء الإسلام ليكونوا على بصيرة من دينهم و جهادهم .

القاضي : هات ما عندك يا سيدي الشيخ .

الشربيني : يقول الله تعالى { و خذوهم و احصروهم } و في الصحيحين أنه صلى الله عليه و سلم حاصر أهل الطائف و روى البيهقي أنه نصب المنجنيق و يقاس به فيما معناه مما يعم من وسائل الإهلاك و من دون شك إنه كان في الطائف من النساء و الأطفال .

و كذلك في جواز الغارة على المشركين ليلا و هم غافلون فقد ورد في الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم أغار على بني المصطلق و سُئل عن المشركين يبيتون فيصاب من نسائهم و ذراريهم فقال : هم منهم.

القاضي : سيدي الشيخ و لكن شوارع اليهود فيها الكثير من المسلمين من العمال و التجار .

الشربيني : لقد وضح النووي ذلك فقال : فإن كان فيهم مسلم أسير أو تاجر جاز ذلك ، و أزيد المسألة وضوحا ... يجب أن لا يمنعنا من الجهاد وجود المسلمين عندهم أو أى حيلة يتخذها الأعداء ليمنعونا من مجاهدتهم فإننا لو فعلنا ذلك لأذلونا و كانوا بلهاء و هناك احتمال أن لا يصاب المسلم فإذا أصيب فهو شهيد . ... . و إذا تحصن الأعداء بنساء المسلمين و صبيانهم حتى لا نقاتلهم جاز لنا قتالهم حتى يفتح الله على المسلمين ، و من باب أولى إذا كان ذلك التحصن بنساء الكفار و أولادهم و لايجوز أن نسلم أنفسنا لمكر اليهود فهم يقتلون منكم النساء و الأطفال كما يشاءون و إذا قتلتم أطفالهم و نسائهم ملأوا الدنيا ضجيجا .

الدفاع : بارك الله فيك يا سيدي الشيخ لقد عرفتنا من ديننا ما لم نكن نعرف .

الشربيني : إن شئتم زدتكم تفصيلا .

القاضي : يكفي ذلك يا سيدي الشيخ و حبذا لو وضحت ذلك للجماهير المسلمة من خلال الراديو و التلفاز و الصحف .

الشربيني : إن مثلي ممنوع من تلفازكم و صحفكم و لكن للأسف مفتوحة لعلماء السلاطين من المطبيلين و المزمرين .

القاضي : محامي الدفاع هل عندك شهود آخرون .

الدفاع : نعم تفضلي يا أم محمود .

القاضي : ماذا تقولين يا أم محمود .

أم محمود : كلما وقعت عملية من عمليات يحيى عياش أتذكّر يوم كنت ذاهبة إلى العيادة مع جارتنا و أنا أحمل محمود الرضيع على يدي ، وهي تمسك بولدها عادل في يدها ، و إذ بزخات الرصاص تنصب علينا من الجنود اليهود و هم يطاردون شباب الإنتفاضة ، فقتل اني محمود و أصبت أنا و قتلت جارتي أم عادل و جرح ابنها عادل ، وحين أرى اليهوديات يبكين هلى أولادهن في التلفاز ؛ أقول [ خليهن ] يبكين و يذقن من الحسرة مثل ما ذقت و يتيتم أولادهن مثل ما تيتم عادل إبن جارتنا الله يرحمها ، هم أولادهم أولاد و نحن أولادنا خشب ، هو [ إحنا لقيناهم في الطريق ، إحنا بنتعب فيهم و بنحملهم تسعة أشهر كباقي نساء الدنيا . و بعدين قل لي يا حضرة القاضي إنتو جايين تحاكموا يحيى عياش ليش ما تحاكموا الجواسيس الذين دمروا شعبنا و دبوا أولادنا في السجون و باعوا أراضينا لليهود ، يا عيب الشوم تبدلت غزلانها بقرود ]

القاضي : و كيل النيابة هل لديك أسئلة للشاهدة ؟

و كيل النيابة : هذا المحامي انتقى هذه المرأة الثكلى متعمدا لأنه يعرف أنها لن تتسامح ، لا أريد أن أسئلها لا أريد أن تدعو علىّ .

القاضي : هل لديك أقوال أخرى يا أم محمود ؟

أم محمود : يكفي ذلك فأسيادي العلماء قد أوضحوا موقف الدين ، الله يحميهم و ينصرهم على من يعاديهم .

القاضي : محامي الدفاع هل عندك شهود آخرين ؟

الدفاع : نعم .. تقدمي يا خديجة .

خديجة : لقد أصابني جنود الاحتلال برصاصة في ظهري و أصبت بالشلل و أنا عمري ست سنوات في الانتفاضة ، و كلما ذهبت إلى مركز المعاقين يذهلني العدد ؛ فلست وحدي التي أصبت ، وحين أرى في التلفاز المصابين و المصابات من اليهود و ضجيج العالم حولهم ؛ أقول ما أظلم هذا العالم ألم يسمع بنا ؛ ألم يرانا و جنود الاحنلال يطلقون النار علينا ؛ ألسنا بشر هل نحن حشرات ؟

و الله لا يخفف عني ألمي إلا عندما أسمع أن شباب الكتائب عملوا عملية ضد اليهود ، فأقول [ خلّيهم ] يعانوا مثلما أعاني حتى يعلموا أننا بشر لنا حقوق .

[ و الله أدعو ليحيى عياش ليل ونهار ربنا يتقبله في الصالحين ، و بدّك الصحيح لو أعرف وين اللي بيجندوا للعمليات الاستشهادية لأروحلهم و أنا مستعدة لأن أحمل متفجرات في عجلتي هذه .

القاضي : محمامي الدفاع هل من شهود آخرين ؟

الدفاع : يكفي هذا يا سيدي .

و كيل النيابة : إن العمليات التي يقوم بها يحيى عياش تتسبب في منع العمال من دخول إسرائيل للعمل ؛ فتضيق سُبل العيش على الناس ، و تكثر البطالة ، وكذلك ينتقم منا اليهود بقتل أبنائنا و لاتنس الرأى العام العالمي الذي يتهمنا بالإرهاب .

القرطبي : ( بترتيل جميل ) { لتبلون في أموالكم و أنفسكم و لتسمعُن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذا كثيرا ، و إن تصبروا و تتقوا فإن ذلك من عزم الأمور }

صبى من الحاضرين : لقد تعلمنا في درس الدين في المدرسة أن الكفار حاصروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - و أصحابه في شعب أبي طالب ثلاث سنوات حتى أكلوا ورق الشجر ، [ هو إحنا أحسن منهم ، لازم نصبر زيّهم حتى ينصرنا ربنا ]

وكيل النيابة : إن هذه الأمور ثقيلة على الشعب و يصعب تحملها .

القرطبي : { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لمّا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء و الضراء و زلزلوا حتى يقول الرسول و الذين آمنوا متى نصرُ الله ، ألا إن نصر الله قريب }

و كيل النيابة : إن اليهود و أمريكا و العالم العربي كله يستغلون هذه العمليات لتشويه صورتنا ، و لا بد أن نحسن صورتنا في العالم .

القرطبي : { و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم ، قل إن هدى الله هو الهدى ، و لئن اتبعت أهوائهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولىّ و لا نصير }

( يطرق القاضي حزينا و ينظر حوله في ذعر و أسى )

و كيل النيابة: نحن في انتظار الحكم ، ما بِك ، أما كونت رأيا بعد ؟ ... أراك حزينا .

القاضي : إن ما يحزنني أن يوجد في شعب فلسطين من يعتقد أن يحيى عياش يحتاج إلى محاكمة .

( يبكي و يخلع عباءة القضاء و يرميها في عصبية ) و يقول :

إن يحيى عياش هو مرجع القانون في هذا البلد ..... لست فلسطينيا إن فعلتها ، لست فلسطينيا إن فعلتها .. .

تمت بحمد الله